يوم القيامة

خلق الله تعالى الإنسان من أجل عبادته، وخصه بالعقل كي يتفكر في خلق السماوات والأرض، ويستدل من عظمة الخلق على الخالق سبحانه، ويعبده دون الإشراك بغيره، وهذه الحياة الدنيا ما هي إلا ممر إلى المقر النهائي، فإما الخلود في جنة عرضها السماوات والأرض، أو الخلود في جحيم مقيم، ويعيش بنو آدم عمرًا قصيرًا في حياة متقلبة تنتهي بالموت، ثم يبعثون من موتهم إلى يوم القيامة، ويقفون أمام الله فرادى، كي يحاسبهم على ما قاموا به في هذه الحياة، ويشتمل هذا اليوم العظيم على العديد من الأحداث، والأهوال العظيمة التي تتزامن مع البعث، والنشور، والعرض على الله للحساب، و السؤال الآن ما هي أهوال يوم القيامة. أهوال يوم القيامة ما إن يبدأ يوم القيامة حتى تحدث العديد من الأهوال، والمواقف العظيمة، والتي من أهمها ما يلي: النفخ في الصور: وهو أول أهوال يوم القيامة العظيم، حيث يُنفخ في الصور لينتهي كل شيء في هذه الحياة إلا الله تعالى، وتكون هذه النفخة مدمرة إلى درجة أن الإنسان عند حدوثها لا يستطيع أن يأتي بأي موقف. البعث بعد الموت: وهنا يعود الأموات إلى الحياة بأمر الله تعالى، ويُنشرون من قبورهم، ليقوم الناس لرب العالمين، ويبدأ حساب الناس كافة. الحشر: بعد بعث الأموات من قبورهم يُحشر كل الناس في مكان واحد، ويطول بهم الموقف حتى يُؤذن ببدء الحساب. شفاعة النبي الكريم: بعد أن يطول الوقوف بالناس، ويشتد الموقف عليهم يذهبون إلى أنبياء الله حتى يشفعوا عند الله ببدء الحساب، فيرفض الأنبياء أن يكونوا شفعاء الناس عند الله، ويقولون "نفسي نفسي"، حتى يصلوا إلى النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- ليقول " أمتي أمتي"، ثم يسأل الله بدء الحساب بعد أن يثني عليه الثناء الحسن، ويبدأ الحساب. تطاير الصحف: وهو من أهوال يوم القيامة التي تشير إلى ابتداء حساب الناس، حيث تتطاير صحف أعمال البشر، ويستلم كل واحد منهم كتابه، فبعضهم يستلمه بشماله، وبعضهم يستلهم بيمينه، وهذا يعود إلى ما كان عليه الإنسان في الحياة الدنيا من طاعة لأمر الله واجتنابه لنواهيه، أو الكفر بالله وعصيان أمره. وزن الأعمال: حيث تنصب الموازين القسط في يوم القيامة، وتوزن الأعمال التي كان عليها الإنسان في حياته، وإن كانت مثقال ذرة، وتشهد على الإنسان جوارحه في كل أعماله التي تعرض عليه. ورود الحوض: وهو حوض النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، والذي يشرب منه المؤمنون بالله شربة هنيئة لا يظمؤون بعدها أبدًا، وتأتي هذه الشربة وقد اشتد بالناس العطش، ونال منهم ما نال. عبور الصراط: حيث يعبر الناس على الصراط وتكون سرعة مرورهم فيه بحسب أعمالهم، ومنهم من لا يعبره ويسقط في نار جهنم. نتيجة الحساب: بعد عبور الصراط يدخل المؤمنون جنة الله، ويخلد الكافرون في جهنم لتبدأ حياة الخلود. الإعداد ليوم القيامة إن أهوال يوم القيامة العظيمة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة يجب أن تكون دافعًا للإنسان كي يزيد صلته بربه، ويقبل على الطاعات، وعمل الخيرات، ويتجنب معصية الله، ويبتعد عن الوقوع في المحرمات، فكل ما يفعله الإنسان في هذه الحياة القصيرة سيجده يوم لا ينفع مال ولا بنون، وكل أهوال يوم القيامة تكون عسيرة على العصاة، وهيّنة على المؤمنين، الذين يرضى الله عنهم ويدخلهم في جنته

HALAMAN

POPULAR POST