الحمار الكذاب
مرّت الأيام ونم سنابل القمح وكانَ الجميع يتساعَدُونَ بسقايتها
والاعتناء بها
وَبَينَما كانَ الحمَار يتمشري قرب سنابل القمح الخضراء شعر بجوع
شديد فقال لنفسه : لا أعتقد أنّ نقصان سنبلة أو اثنتين سيسبب أي إزعاج لأصدقائي .
واقترب من السنابل والتهم اثنتين منها ، ولكنه لم يشعر بالشبع
، فأكل اثنتين أخريين وقال في نفسه : لم أزل
جائعا ولا اظن أن أحدا سيلاحظ فقدها
حتى لو أكلت عشر سنابل ، واقترب من السنابل وأخذ يأكلها بنهم شديد .
وذهبت الدجاجة والبقرة للاعتناء بالسنابل ، ففوجئتا بھا وقد اختفت
تماما ، فصرخت البقرة بدهشة كبيرة : أین اختفت
سنابل القمح ؟!! .
فأجابتها الدجَاجَة : لا أدري ، تعالي نخبر الحصان بما رأينا فربما
كان يعلم شيئا عن الأمر .
انطلقت الاثنتان إلى بيت الحصان بسرعة وأخبَرَتهُ البقرة بما رأت
، فدهش الحصان لكلام البقرة .
قال الحصان : عَلَيْنَا أَن نجمع الحيوانات بسرعة… وبعدَ مَدّة
قصيرَة كانت جميع حيوانات المزرعة تجتمع أمَامَ بيت الحصان فأخبرهم الحصان بما حدث
لسنابل القمح .
وقال : إنّ السنابل لا يمكن أن تختفي وحدها فلا بُد أن يكون هناك
من قام بأكلها وعلى الفاعل أن يعترف فورا .
صمتت الحيوانات كلها ولم يتكلم أحد ، وبعد فترة قصيرة تقدم الحمار
وقال : أنا أعرف من الفاعل ! .
عندما كانت أسير قرب
حقل القمح هذا اليوم ، رأيت الخروف وهو يأكل سنابل
القمح ، فنظر الجميع إلى الخروف نظرة كلها شك واتهام ، فشعر الخروف بالارتباك ، وبدأ
يقسم أنه لم يفعل ذلك .
فقال له الحمار بثقة : كفاك كذبا أيها الخروف لقد رأيتك بعيني
وأنت تأكلها ..