قصة للأففال
الحمار الكذاب (٣)
الحمار الكذاب (٣)
أسرع الخروف إلى بيتهِ حزينا باكيا ، وقد قررت الحيوانات مقاطعته
جزاء له على كذبه وخيانته ، وانطلق الحمار إلى بيته سعيدا بأنّ أحدا لم يكتشف حقيقة
الأمر .
وما إن دخل بيته حتى بدأ
يضحك بصوت مرتفع ويقول : مسكين أيها الخروف ، لقد أصبحت أنت المتهم بذنب لم تفعله ،
أما أنا فلن يشك أحد بأني الفاعل . ثم راح يضحك بشدة .
فى هذه الأثناء كان الحصان والبقرة يسيران
قرب بيت الحمار فسمعا كلامه وأدركا حقيقة الامر .
فأسرعا وأخبرا بقية الحيوانات بما سمعا ثم انطلق الجميع إلى بيت
الخروف وقالو له : نعتذر بشدة أيها الخروف ، فقد شككنا بك ولم نصدق كلامك . ولكن الحمار
خدعنا جميعا وعلينا أن نعاقبه على كذبه .
ثم توجه الجميع إلى بيت الحمار ..
فوجیء الحمار
لرؤية الحيوانات أمام بيته !..
قال الحصان : لقد سمعنا کلامك
مع نفسك أیها الحمار . وعلمنا أنك الفاعل وأنك
اتهمت الحروف كذبا . فلم يكن أمام الحمار إلا أن يعترف بما فعل ، وقال للحيوانات :
أرجوكم سامحوني ، لن أكرر فعلتي هذه مرة ثانية .
فقالت له البقرة : لو أنك اعترفت بذنبك بادىء الأمر ولم تتهم الخروف
لسامحناك ولكنك كذبت علينا وخدعتنا ، انصرف من المزرعة فلا مكان للخائنين والكاذبين
بيننا ! .
حاول الحمار طلب الصفح من الحيوانات ولكن دون فائدة فغادر المزرعة
حزينا نادما ، وقد علم أنّ الكذب يوصل إلى المهالك . وأنّ الصدق طريق النجاة والأمان .